مقالات واراء

لماذا لانهتم بما هو أهم !!!

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم / احمد وهبى حسين 

أعجبتنى مقولة كيم هاولز وزير الدولة للشئون الخارجية البريطانى عام 2005 ، وكان عضو للبرلمان البريطانى عن حزب العمال منذ عام 1989م (إعادة تأهيل المجتمعات تتم عن طريق نبذ ثقافة الحصانة من العقاب ، والقضاء على الخوف والظلم ، لتُستبدل بها رعاية الديمقراطية وحقوق الإنسان ) 

نعم إنها أعجبتنى !!!

لنعلم جيداً بأن الدول المتقدمة والتى منها بريطانيا لم تتقدم هكذا بالحظ أو بالإرتجال لكن تقدمت بالعمل الجاد الذى ينبذ الفساد بشتى صوره سواء فساد اجتماعى أو مالى أو إدارى ….. وغيره من أنواع الفساد التى باتت تتوغل فى مجتمعاتنا العربية والتى منها المجتمع المصرى فنحن وللأسف ندعو للديمقراطية والتنمية والتقدم بالكلام لا بالأفعال فالواجب علينا أن نصُب إهتماماتنا نحو العمل والعلم لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة فى مجتمعاتنا العربية .

دعونا نتدبر كلمات الوزير البريطانى جيداً ونركز إهتمامنا نحو تلك الكلمات  فهو بدأ بإعادة تأهيل المجتمعات لماذا بدأ بإعادة التأهيل ولم يذكر التأهيل مباشرة ؟ ؟

بدأ بتلك الكلمة (إعادة تأهيل المجتمعات) ويقصد بها مجتمعات المجتمع البريطانى [الدولة تتكون من مجموعة محافظات والمحافظة تتكون من مجموعة مراكز والمركز يتكون من مجموعة أحياء أو قرى وهكذا ] وخص بإعادة تأهيل لوجود خلل فى المجتمعات أى مشكلات أى متطلبات الشعوب ، لذا وجب علينا التعامل مع المشكلات وإشباع الإحتياجات لكى نقيم الحدود وننفذ القوانين والتشريعات لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة !!!

وبعدها ذكر إعادة تأهيل المجتمعات يتم عن طريق نبذ ثقافة الحصانة من العقاب والقضاء على الخوف والظلم ، أيضاً وجب علينا أن نتدبر تلك الكلمات ، ماذا يقصد هذا الرجل بنبذ ثقافة الحصانة من العقاب ؟؟ ، فلنعلم جيداً بأنه توجد ثقافة عامة للمجتمعات تتولد منها ثقافات أخرى فرعية ومن تلك الثقافات الفرعية ثقافة الحصانة ، إنه كلام جميل وكلام رائع ولذلك يجب أن نتدبر قليلاً معنى ثقافة الحصانة ،حَصانة: ( اسم ) مصدر حَصَنَ حَصانة : مناعة ضدّ الأمراض وتكون إما طبيعيّة أو مكتسبة ، الحصانة النِّيابيَّة : ( السياسة ) أن يكون النّائب في حالة حصينة تمنع مقاضاته إلاّ إذا رفع مجلس النُّواب الحصانَةعنه رفع الحصانة البرلمانيّة ، والحصانة الدَّوليّة : امتيازات يحصل عليها أشخاص أو هيئات تمنع من تطبيق القانون عليهم ، وحَصانة دبلوماسيَّة : ( السياسة ) حَصانة خاصّة يتمتّع بها الدُّبلوماسيّون تحميهم من تطبيق القوانين المحليّة عليهم ، وحَصُنَ: ( فعل ) حصُنَ يَحصُن ، حَصانةً ، فهو حاصن وحَصان و حَصِينٌ حصُن المكانُ ونحوُه : صار منيعًا قويًّا فهو حَصِينٌ حَصُنَتِ الْمَرْأةُ : عَفَّتْ فهي حَصانٌ والجمع : حُصُن حَصُنَتِ الفَتَاةُ : تَزَوَّجَتْ ، حَصان: ( اسم ) ، الجمع : حُصُن ، حَصان : صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حصُنَ ، حَصان: ( اسم ) ، حَصان : فاعل من حَصُنَ [معجم المعانى الجامع]  .

ألا عرفنا جيداً معنى كلمة الحصانة ، فيتم تطبيقها فى مجتمعاتنا العربية بتنفيذ القوانين والعقوبات على الفقراء ولا يمكن تنفيذها على أصحاب السلطة مثلاً (إبن وزير إبن قاضى …. من له واسطة بمعنى أصح ) .

وبعدها ذكر القضاء على الخوف والظلم فبالتأكيد تلك الكلمات مفهومة من سياقها الخوف وتعنى بالبلدى (إمشى بجانب الحيط ، ملناش دعوة بيهم ، البلد بلدهم ……. وهكذا ) فتلك الكلمات تنم على الخوف والظلم أليس هذا بصحيح !!!

ولكى ننبذ ثقافة الحصانة من العقاب ، والقضاء على الخوف والظلم / وجب علينا أن نقوم برعاية الديمقراطية وحقوق الإنسان ، فمصطلح  الديمقراطية يقصد به هنا  شكل من أشكال النظام السياسى يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة – إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين – في اقتراح، وتطوير، واستحداث القوانين ، وهي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسى، ويطلق مصطلح الديمقراطية أحيانا على المعنى الضيق لوصف نظام الحكم فيدولةديمقراطيةٍ، أو بمعنى أوسع لوصف ثقافة مجتمع ، والديمقراطيّة بهذا المعنَى الأوسع هي نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير إلى ثقافةٍ سياسيّة وأخلاقية معيّنة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلميا وبصورة دورية.

فالديمقراطية هنا فى أساسها هنا المشاركة وليس التواكل والإهمال كما معتقد البعض مننا ، ولكى نحقق الديمقراطية وجب علينا العمل بجدية والمشاركة بفاعلية وفعالية ، أما حقوق الإنسان فهى مجموعة من المعايير الأساسية التى لايمكن للناس من دونها أن يعيشوا كبشر ، إن حقوق الإنسان هى أساس الحرية والعدالة والسلام ، وإن من شأن إحترام حقوق الإنسان أن يتيح إمكان تنمية الفرد والمجتمع تنمية كاملة ومتكاملة . 

وعليه يجب أن نعى جيداً لماذا تقدم هؤلاء فلم يتقدموا من فراغ ولكن بالعلم والعمل والمشاركات والبعد عن الخلافات والأهواء الشخصية وأخيراً أقول لماذا لانهتم بما هو أهم ؟؟

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى